أوردت صحيفة "هآرتس" على موقعها الإلكتروني، تقريراً عن طبيب فلسطيني، يعيش داخل الخط الأخضر، قدم العلاج للرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس.
وقال التقرير إن الطبيب يدعى "نادر بطو"، أخصائي القلب والقسطرة، وطور طريقة مبتكرة لاكتشاف الامراض "فلا غرابة أن تطول فترة انتظار المرضى للجلسة العلاجية عنده نحو سنة، ومن بين مرضاه شمعون بيرس، الرئيس الإسرائيلي".
وبحسب الصحيفة فإن الطبيب نادر بطو يقوم هذه الأيام، ببناء جهاز يقيس مستوى توتر مرضاه وحيويتهم، ليتعرف بدقة على الذين يواجهون نسبة عالية من الخطر، رغم كونهم أصحاء في الظاهر، وذلك قبل مدة طويلة من إصابتهم بالمرض، كما يتعرف على الذين يحتاجون إلى بذل الجهود للحيلولة دون إصابتهم بالمرض.
ودرس البطو الطب في إيطاليا وتخصص في أمراض القلب، لكنه وهو لا يزال في مرحلة الدراسة كان يقض مضجعه تساؤل واحد: “إين روح الجثة التي نقوم بتشريحها في دروس التشريح؟”.
ويقول د. نادر:"كنت أمارس التنويم المغناطيسي، وأنا طالب طب، على زملائي في مساكن الطلاب. وذات يوم أصدرت أمرا ما بعد التنويم المغناطيسي لشاب كان يعاني من الدمل الفيروسية في يديه. وبعد جلسة التنويم بعشرة أيام، كانت جميع الدمل قد اختفت. كيف اختفت بدون دواء؟ باشرت البحث عن إجابة، وكان ما عثرت عليه هو تأثير العلاج الوهمي – البلاسيبو. ولكن أحداً لم يكن يعلم كيفية تكون هذا التأثير. نعم، إن مصدره "الرأس"، ولكن كيف يعمل الرأس ليداوي؟ وإذا كان في الإمكان علاج الدمل، فلماذا يتعذر علاج الربو؟ أو الورم السرطاني في الثدي؟"
ويوضح د. نادر لمراسل هآرتس:" إن طريقة عمل العلاج الوهمي مذهلة، وقد كان يتم في الاتحاد السوفييتي إجراء جراحات القلب لأناس كانوا يشكون من آلام الصدر ولكن حالتهم الصحية كانت على ما يرام. كانوا ببساطة يعملون شقا في جسم المريض ثم يغلقونه، وكان الناس يتماثلون إلى الشفاء. وقد صادفني غير مرة قادمون جدد من الاتحاد السوفييتي وعلى صدورهم ندب، ثم بعد قيامي بقسطرتهم علمت بعدم وجود أي انسداد أو مجازة عندهم، وكلما درست الموضوع، اكتشفت أن الطب بكل بساطة لا يملك ردا على أبسط الأمور".
وتابع:" أعتقد بأن هناك شعورا عند الناس بأن النظام الطبي القائم لا يقدم الحلول الكافية لاحتياجاتهم الحقيقية، فيبحثون عن وسائل بديلة تساعدهم. عند فحص المرضى الذين يصلون إلى قسم الطوارئ وهم يشكون من آلام الصدر، تظهر القسطرة أحيانا أن كل شيء طبيعي، ولكن الشخص يظل يعاني من آلام الصدر، لنقول نحن له أن الفحوص تظهر أنه لا يعاني من أي مرض".
ويؤمن نادر بأن مصدر الألم هو الروح، التي تصاب بالآلام قبل ظهور المرض الجسماني بفترة طويلة. إنها إشارة شبيهة بإشارة الإنذار التي تومض قبل أن تتوقف السيارة عن العمل. ويقول:" تكمن المشكلة في أننا نغطي الضوء بدل أن نتساءل عما يوجد وراء الأعراض، وعن سبب شعورنا بالألم". وانطلاقا من هذه النقطة، بدأ تطوير نظامه العلاجي والذي أطلق عليه "الغسيل الطاقي"، القائم على نوع معين من الطاقة يبعث الحياة في الجسد بقوة التفاعل بين الطبيب والمريض. وحين تبدأ الطاقة بالسريان، تصادف الروابط النشاز، أما حين تعلق حيث هي، فيصبح الإنسان يعيد معايشة الأزمة التي سببت له هذا النشاز، سواء كان قد حدث قبل سنة، أو قبل ثلاثين سنة، أو وهو في الرحم. ويوضح قائلا:" يتمثل دوري في التدخل لإزالة التناقض القائم بين الحالة الطاقية النفسية للمريض وبين جسده".
ويتم العلاج بطريقة رف الجفون، حيث يتخيل الطبيب على سبيل المثال معدة المريض، فيضع يده داخل المعدة ويسأل "هل هناك قرحة؟".
ويؤكد الدكتور نادر أنه حين يلمس الموضع الموجودة فيه القرحة، ترف جفون المريض، أما في حال لم توجد قرحة، فإن جفون المريض لا ترف. ويكمن سبب ذلك في أن رفرفة الجفون تحدث حين يوجد نوع من التصادي بين المرض وسؤال المريض.
وعلى هذا النحو تسبب الأزمة النفسية التي تبقى بدون حل نوعا من النشاز الذي يؤثر على الجسم بشكل سلبي، وتحدث هذه الأزمة العالقة شعورا جسديا سيئا لدى المريض لوجود تناقض بين رغبته أو طريقه وبين ظروف واقعه.
يضيف:" اعتقد بأن أبسط شيء يحتاج إليه الطبيب هو الصبر وحب الغير والرغبة في بحث وإدراك باطن الأمور، لا مجرد إخفاء المشكلة تحت طبقة رفيعة، ولكن الجهاز الطبي يعمل مثل خط الإنتاج، فيما يريد المريض أن يستمع إليه أحد وأن يساعده على فهم ألمه. إن معظم ما نقدمه من علاج للمرضى عبارة عن علم نفس، وإذا كانت علاقتي بالمريض غير جيدة، أستطيع أن أصف له جميع أدوية العالم، ولكنه لن يشفى، فالأدوية لا تداوي أبداً، والشخص الذي يعاني من مشكلة في ضغط الدم وأصف له دواء لإعادة التوازن لا يشفى، بل يتحول إلى مريض مزمن يعتمد على هذا النوع من الأدوية مدى الحياة، فهناك علاج ولكنه ليس شفاء. أما أنا شخصيا فلا أرضى بمثل ذلك".
ويؤمن د. نادر بأنه من السهل تجنب التناقض والنشاز، وأن كل ما يلزم هو أن يفعل الإنسان ما يحبه وما يسعد به.
وكالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق